ناصر الجابري (أبوظبي)

جاءت دولة الإمارات في المركز الأول عربياً، والـ 12 عالمياً في متوسط نتائج تقرير مؤسسة «كاف» البريطانية للشعوب الأكثر عطاء للسنوات الـ 5 الماضية، وفقاً لتقرير المؤسسة الصادر مؤخراً، والخاص برصد 146 دولة حول العالم.
وتقدمت الإمارات على دول من بينها ماليزيا وسنغافورة والنرويج وألمانيا والدنمارك في نسب مساعدة السكان للغرباء في مختلف الظروف وتقديم الدعم والمعونة لهم في متوسط النتائج التي تم رصدها ابتداء من عام 2013 وحتى نهاية العام الماضي.
ووفقاً للتقرير، بلغت نسبة مساعدة سكان الدولة للغرباء 71%، بينما قدم 60% من السكان مساعدات مادية في آخر 5 سنوات، بينما بلغت نسبة مساعدة الغرباء 68% خلال العام الماضي، وارتفعت نسبة تقديم التبرعات المادية لتصل إلى 62%.
وبينت التصنيفات الفرعية للتقرير، أن دولة الإمارات جاءت في المركز الـ16 عالمياً في محور مساعدة السكان للغرباء، بينما حلت الدولة في المركز الـ11 عالمياً في تقديم السكان للمساعدات المادية، لافتاً إلى ارتفاع نسب مساعدة السكان للغرباء حول العالم في العام الماضي، بينما تساوت نسبة الالتحاق بالعمل التطوعي بين الذكور والإناث في عدد من الدول بينها دولة الإمارات وآيسلندا.
ويعتبر تقرير السخاء أو العطاء العالمي دراسة سنوية تشرف عليها مؤسسة «كاف» منذ عام 2008، وتقوم هذه الدراسة بتقديم صورة تقريبية لوضعية التبرع في العالم وتوضيح مدى إقبال كل شعب على القيام بالأعمال الخيرية، ويعتمد التقرير على بيانات مؤسسة «جالوب» وهي شركة تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية، وتغطي 146 دولة، تعادل سكانها ما يقارب 95% من سكان العالم.
ويقوم التقرير بتقديم نسب مئوية لكل من مدى إقبال كل شعب على التبرع بالأموال لصالح المحتاجين أو الجمعيات الخيرية، ومدى إقبالهم على مساعدة الغرباء، ومستويات رغبتهم على التطوع لصالح الأعمال الخيرية، وتختص الدراسة بالأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 15 سنة، حيث يتم نشر تصنيفات عمرية عالمية تتعلق بنسب التوجه نحو العمل الخيري بناء على الشرائح العمرية المختلفة. ويشتمل التقرير رصد عينات عشوائية من السكان، حول أسئلة تتعلق بـ 3 محاور رئيسية في نمط الحياة اليومي، منها سلوك العطاء والتبرع المادي، وقابلية مساعدة الغرباء في الحالات الحرجة والصعبة، إضافة إلى نسب التحاقهم بالعمل التطوعي دون مقابل ومدى رغبتهم بذلك. وأوصى التقرير بضرورة توحيد الجهود الدولية لترسيخ قيم العدالة والتعاضد المجتمعي، وبتوفير الوسائل لتقديم التبرعات المادية للمحتاجين حول العالم، وبتشجيع ثقافة البذل والعطاء، بما لها من آثار إيجابية على تقديم الدعم المادي والعيني ومستويات الترابط.
وتعكس النتائج المسجلة، الجهود المبذولة التي تقدمها الجهات المعنية بهدف ترسيخ قيم العطاء والبذل والتعاضد المجتمعي، حيث تعمل الجهات على إطلاق المبادرات التي من شأنها تعزيز تقديم التبرعات المادية والعينية والتطوع في مختلف ميادين العمل، إضافة إلى التيسير على فئات المجتمع، من خلال طرح الوسائل الإلكترونية والذكية للتبرع.